بادئ ذي بدء أتوجه بالشكر لمكونات الحدث السياسي الأبرز هذه الأيام والذي يسيطر على معظم وسائل السوشال ميديا على حد سواء حيث يسيطر على المزاج العام هذه الفترة من حياة الأردنيين من قراءة وتحليلات وإعلان مواقف مع هذا او ذاك فيما يخص خلية الـ16 قيد التحقيق.
والشكر موجه للقدرة على استفزازي على العودة للكتابة بعد انقطاع ما يقارب العام ونصف العام احباطا وعصيانا على قدرة قلمي على التأثير بالحياة العامة خاصة بعد الماّسي التي يعيشها أشقاؤنا في فلسطين وعلى وجه الخصوص قطاع غزة والتي ما زالت مستمرة ونراها يوميا على يد دواعش عصابة الإجرام الإسرائيلية، حيث مشاهد الترويع والبشاعة اليومية التي نراها ونسمعها جمدت الحبر في عروق قلمي، لكن ما رأيناه وسمعناه من مخططات خلية الـ16 التي مست أمننا واستقرارنا الوطني وهو رأس مالنا كأردنيين ومصدر قوتنا في مواجهة العدو التوسعي الصهيون? وبالطبع وما رافقها من مواقف وتحليلات تجعلنا نقف على رأس التوجه العام وان نعيد المراجعة للعديد من مواقفنا وافكارنا التي بنيناها على مسيرة طويلة من الأحداث التي رافقت تأسيس الدولة والمجتمع الأردني بكافة مكوناته.
وهنا وبصفتي أردنيا احمل الرقم الوطني ليس فقط أرقاما على هويتي الشخصية بل كصفائح دم بيضاء وحمراء تؤكد على توازن سريان الدم في عروقي وكأوكسجين نقي يبقي رئتي على قيد الحياة بشكلها الطبيعي فاني مدين بالشكر لجهاز المخابرات العامة على جهوزيته العالية والتي يثبتها في كل مرة يحاول الاقزام المساس برأس مال الأردنيين وهو الأمن والاستقرار والذي نلمسه يوميا في مساقات حياتنا اليومية لأني اتخيل لا سمح الله لو تمت مخططات ومحاولات الخلايا التي تضبطها المخابرات في كل مرة ماذا سيحدث بأبنائنا الذين تستهدفهم هذه المخططات والتي?تمت منها رأينا كم أوجعتنا سواء بقلعة الكرك أو أحداث السلط وغيرهما ولذلك بهذا الموقف من الطبيعي والبديهي أن يقف كافة الأردنيين خلف مخابراتهم اليقظة في حفظ امنهم واستقرارهم.
وعودة الى بداية المقال حيث ان جهاز المخابرات جهاز امني قام بما هو مطلوب منه وكشف خلية عابثة لها ارتباطاتها وسلمها الى محكمة امن الدولة وهي سلطة أخرى مستقلة عن السلطة التنفيذية ستبدأ تحقيقاتها بشكل كامل وفوري ومستقل عن كل ما سبق في تحقيقات جهاز المخابرات العامة تأتي هنا ما رأيناه من سياقات الحكومة الأردنية التي أظهرت من خلالها قضية خلية الـ16 سواء إعلاميا أو سياسيا حيث أن معظم افراد الخلية لهم ارتباطات بالحركة الإسلامية أعلنوا عنها خلال اعترافاتهم..
الأردنيون لا يضيرهم «شراذمة» أرادوا يوما النيل من وحدتهم وامنهم واستقرارهم لانهم يؤمنون بأن للأردن شعبا وجيشا يحميه وكم من عاديات لهذا الزمن مرت وكانت أقسى من ظروف هذه الأيام وأفراد لا يقاسون بخلية الـ16 من حيث خلفياتهم وانتماءاتهم وبحمد الله مروا هم وبقي الأردن صامداً بكل ما فيه من فسيفساء سكانية وسياسية.